ترجمة سيدي {محمد بن سعيد بوبريبك الجراري } رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم529
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

ترجمة سيدي {محمد بن سعيد بوبريبك الجراري } رحمه الله تعالى

وهو المقدم الجليل ، والعالم الكبير ، والأديب الجليل ، والقاضى الشرعي سيدي {محمد بن سعيد بوبريبك الجراري } رحمه الله تعالى ، هو سيدي محمد بن سعيد ألإغرمي الجراري يلتقي نسبه مع أبناء أعمامه العبلين الغرمين بين ابراهيم بن عبد الله بن يعقوب ، ولد رحمه الله تعالى سنة 1903ميلادية بقرية إيغرم من قبيلة أولاد جرار إقليم تزنيت ، توفى أبوه صغير السن فعاش يتيما .
قال فيه السيد محمد المختار السوسي رحمه الله تعالى أنه أخذ القرآن عن آلأستا ذ البرييمي ، وعن آلأستاذ بلقاسم بن أبي جمعة في قرية {إيغرم} ، ثم عن آلأستاذ اليزيد الجيلي قراءة قالون والمكي في مدرسة { سيدي بيبي } دا ئرت اشتوكة عمالت أكادير ، كما أنه ختم القرآن وما يليه من القراء ات الست سنة 1330 هجرية ، ثم ذهب مع رفيقه { بو دنيب} إزاء تا فيلا لت فمكت هناك عا مين يشتغل بتجويد القرآن الكريم ثم انتقل من هناك إلى { وادي الرتب } فأخذ فيها عن الفقيه السيد علي بن عبد الكريم الرزيقي ، وكذالك من العلماء الذين نهل من معين علمهم ، وهم ، آلأستاد عمر بن محمد من { أيت حديدو ا } وهو من المتخرجين من مد رسة القرويين بفاس ، وهو علامة من جيد التحصيل متضلع مستحضر ، وآلأستاد آلأديب عبد لكريم السرغيني الغرفي وهو أديب جيد له شهرة كبرى هناك ، وكما أنه تمكن من أخذ آلألفية في ا لنحو والمرشد المعين ، ومختصر السيد خليل على يده ، والغوص في حياة هذا العليم الجليل غوص عميق جدا ، كما أنه رحمه الله تعالى كان مقا وما شديدا ضد الإحتلال الإستعماري الفرنسي في منا طق خاصة التى استعصى على المستعمر احتلا لها لشدة بسالة وبأس سكانها ، وبعد استقلال البلد من الإحتلال وتحريرها من يد المستعمر الفرنس تولى رحمه الله منصب كاتب ثم أرغم عليه مسؤو لية ا لقضاء الجسيمة وذالك لسبب ورعه وخشيته من منزلقاته ، إلا أنه في غمرة تضحيته من أجل تدعيم ركائز الشريعة آلإسلامية خاصة في المناطق التي أراد المستعمر أن يفصلها عن با قي منا طق المغرب ، بناء على سياسة فرق تسد ، فجعلها تخضع لأحكام العرف ، وفي غمرة بناء صرح ألإستقلال استجاب الفقيه القاضي سيدي محمد بن سعيد رحمه الله تعالى لدعوة الحركة الوطنية من جهة للقضاء ، ومن قبل اختبر فتيقن لهم أنه من أهل الحل والعقد من العلماء الكبار لتولي منصب القضاء رغما عليه .
كما آنتدب ليكون عضوا في المجلس العلمي بتزنيت فانضم إلى أعضائها فقام بمهمته على أحسن وجه ، إلى أن أحس في آخر حياته بعجز عن الإستمرار في هذا المجال فقدم استقالته تلقائيا غير أنه طلب منه العدول عنها كي تبقى عضويته مستمرة .
غير أن الفقيه الآديب سيدي محمد بن سعيد بو بريك لم يترك مؤلفات لكنه ترك وثائق مراسلا ته ا لعديدة مع علماء و أدباء أجلاء ، ومخطوطات تتضمن نوازل وأحكام ومسجلات أدبية وإبدعات شعرية أنشدها في منا سبات عديدة ومختلفة كما ختم بعض كتب الحديت النبوي الشريف ، كما كتب عن وفات بعض العلماء و آلأدباء ، كما سبق له أن شرع في كتابة تاريخ بعض شخصيات علمية وأدبية ، وتاريخية ، إلا أنه رحمه الله تعالى ما كان يتقلد من مهام جسام طيلة حياته وانشغاله بتربية العامة والخاصة حالت بينه وبين إتما مها ، كل هذه الوثائق هي تحت يد نجله آلأستاد المحامي سيدي { بو بريك أحمد } وقد مد الله في عمره وكان يتمتع بصحة وعافية معافى في بدنه وحواسه وذاكرته ، إلى آخر مرحلة من شيخوخته ، التي لازم فيها بيته بمدينة أكادير وفي بستان صغير بحي أغروض الواقع بضواحي أكادير كان به يستعيد ذكرياته عندما كن شابا وقوته التي كا ن يخدم بها ذالك البستان ، ونظرا لحبه الشديد للطبيعة كان رحمه الله يردد آلأبيات آلآتية التي أ بد عها ، يقول فيها رحمه الله تعالى .

تأمل في نبات آلأرض وآنظر …. .إلى أثر ما صنع المليك

عيون من لجبن شا خصات …. على أطرافها ا لذهب السبيك

على قضب الزير جد شا هدات …. بأن الله ليس له شريك

كان رحمه يكسب قوته وقوت أبنائه مما تنبته أرضه التي كان يرعاها بنفسه وكان يعتبر هذا العمل عبادة ، إن لم يتخذ الشارطة في الجامع أو في الدرسة العتيقة وسيلة لكسب عيشه ، وقد كان رحمه الله تعالى معتمدا على الله تعالى في كل خطوة يخطوها ، لا يبالي بالصعاب التي وقف في تحديها جميعها وكان يكره آلإطراء وحب الظهور وكان رحمه الله كريما يؤ ثر الناس على نفسه ، ويحب ضيوفه ويكرمهم ويقدرهم إلى درجةكان أنه يصر على مصاحبتهم إلى خارج بيته رغم عجزه على المشي ء في أواخر حيلته ، بذالك نال حب كل من عرفه أو سمع به ، لا يقال في حقه سوى الكلم الطيب على الرغم من تقلبه في مناصب حساسة .
قبل وفات سيدي بوبريك محمد بن سيدي سعيد ببضع سنوات استشعر في نفسه أن الرحيل قد أزف ، فراجع رحمه الله تعالى كل ما يملك من أمتعة لتأ كد مما إذا كان يوجد بها ما يتعلق بالغير ، فلم يجد إلى كتاب قديم { للمقري } ومخطوط جمعت فيه مختلفات ، فأمر رحمه الله تعالى بإرجاعها لأصحابها ، كما قرر رحمه الله تعالى أن يقوم بعمرة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتم له ذالك رغم عجزه عن المشيء ، وكان يحاول في آخر عمره أن يقراء القرآن الكريم من حين لآخر بقراءة أهل تفيلا لت فكان يجود قوله تعالى {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } ويردد كذالك قول الشاعر .

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه …… فما فاته منها فليس بضائر

وكذالك يردد كثيرا من آلأدعية المنظومة ، وكان يزوره من حين لآخر في آخر حياته بمنزله بحي أغروض بضواحي أكادير عدد لا يحصى من العلماء آلآجلاء وآلأدباء الفضلاء .
كان رحمه الله إذا قضى عدل ، وإذا وعظ أبكى ، وإذا مازح أضحك وإذا عاهد وفى .

{وختاما أشكر شكرا جزيلا من وفان بهذه المعلومة عن هذا الرجل العظيم وهو العالم وآلأديب الكاتب والقاضي الشرعي سيدي محمد بن سعيد بوبريك الجراري رحمه الله تعالى ، الذي وفاني بهذه الجوهرة الثمينة ،أولا هي حفيدته جزاها الله كل خير و التي هي زوجة أخي ، كما أنها هي بدورها أخذتها عن السيد الموقر { الدكتور بوجمعة جمي الجزاري} أستاذ بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بأكدير ، جزاه الله كل خير على أنه كلف نفسه على أن يلتقي بولد الفقيه سيدي أحمد بوبريك الذي هو محامي بأكادير وجرى معه حوار حتى جمع هذه المعلومة غير أني اختصرتها فجزاهم الله كل خير .


Tinggalkan komentar